في عامٍ لم تُزهر فيه الأشجار، ولم تشرق فيه الشمس سوى مرات معدودة، عمّ الأرض شتاءٌ لا ينتهي. تساقطت الثلوج على الجبال والسهول دون توقف، وتجمدت الأنهار، وتخلت الحيوانات عن تنقلها المعتاد... باستثناء أولئك الذين قرروا أن يصنعوا دفءً من الحكايات.
🛖 في منتصف الغابة المتجمدة، نصب دبّان حكيمان خيمةً صغيرة أمام نارٍ مشتعلة، وأطلقا عليها اسم "مخيم الحكايات المنسية". كانت الفكرة بسيطة: أن يجتمع من بقي من سكان الغابة، في الليالي الأطول، ليسردوا قصصهم وينسوا قسوة البرد.
📷 كانت الصورة جزءًا من إحدى ليالي هذا المخيم. جلس الجميع حول النار: ذئبان يبدوان مترددين لكن مسالمين، وقندس يحمل صغيره بحنان، والدبّان في الداخل يتشاركان الشاي الدافئ والصمت العميق. بدا كأن الزمن توقف، وكأن الثلج الخارج لا يقدر على اختراق الحكايات.
🌟 وفي إحدى الليالي، وصلت إلى المخيم سلحفاة عجوز، كانت تسافر منذ بدايات الشتاء. أحضرت معها خريطة قديمة تُظهر أماكن "مخابئ الدفء" التي تركتها الحيوانات القديمة. بدأت برواية قصة عن سلحفاة صغيرة كانت تبحث عن صوتها بين النجوم، بينما كل من في المخيم يصغي وكأنهم يسمعون الحياة نفسها تتكلم.
وبينما كانت الحكايات تُروى، وكل وجه يضيء بلمسةٍ من النار، لم يكن أحدٌ يعلم متى سينتهي هذا الشتاء... لكن الجميع اتفق أن طالما هناك حكايات، فالبرد لا ينتصر.
إرسال تعليق