ذَكاءُ الدَّجاجَةِ وَفَخُّ الثَّعْلَبِ الْمَكار



كَانَتْ هُناكَ دَجاجَةٌ حَمراءُ صَغيرَةٌ تَعيشُ وَحدَها في مَنْزِلٍ صَغيرٍ في مَزرَعَةٍ جَميلَةٍ. كَانَتِ الدَّجاجَةُ نَشيطَةً تُنظِّفُ بَيتَها كُلَّ يَومٍ، وتَجمَعُ طَعامَها بِنَفسِها.

غَيرَ بَعيدٍ عَن مَزرَعَتِها، كانَ الثَّعْلَبُ الْمَكارُ يَعيشُ في كَهْفٍ مَعَ زَوجَتِهِ. كانَ هَذا الثَّعلَبُ يُفَكِّرُ دَائمًا في طُرُقٍ لِصَيدِ طَعامٍ لَذِيذٍ لِيُسعِدَ زَوجَتَهُ.

وذاتَ يَومٍ، قالَ الثَّعلَبُ لِزَوجَتِهِ:
ـــ سَأذْهَبُ لِصَيدِ الدَّجاجَةِ الحَمراءِ الصَّغيرَةِ لِنَأكُلَها عَلى العَشاء. اِسْتَعِدّي وَضَعي القِدرَ عَلى النّارِ وَاغلِي الماء!

فَفَرِحَتِ الزَّوجَةُ وَأَسرَعَتْ في تَجهيزِ العَشاءِ.

في هذا الوقتِ، خَرَجَتِ الدَّجاجَةُ لِجَمْعِ البُذورِ كَعادَتِها. كانَ الثَّعْلَبُ يَختَبِئُ وَراءَ شَجَرَةٍ قَريبَةٍ، وَحينَ غابَتِ الدَّجاجَةُ عَن بَيتِها، دَخَلَ الثَّعْلَبُ لِيَفُكِّرَ في خُطَّةٍ لِلإمْساكِ بِها.

عادَتِ الدَّجاجَةُ وَدخلَتِ البَيتَ وَأَغلَقَتِ البابَ. فَجْأَةً، هَجَمَ الثَّعْلَبُ وَفَتَحَ حَقيبَتَهُ الكَبِيرَةَ لِيُمْسِكَ بِها!

فَزِعَتِ الدَّجاجَةُ، وَقَفَزَتْ عالِيًا فَوقَ عَارِضَةٍ خَشَبِيَّةٍ، وَقالَت لِلثَّعلَبِ:

ـــ أيُّها الثَّعلَبُ الْمَكار، هَل تَظُنُّ أنَّني سَهْلَةٌ عَلَيك؟

فَقالَ الثَّعْلَبُ:

ـــ سَأمسِكُ بِكِ وَلَنْ أُخْلِفَ وَعْدي لِزَوجَتي!

وَبَدَأَ يَجْرِي حَوْلَ نَفْسِهِ بِشَكْلٍ دَائِريٍّ حَتّى شَعَرَتِ الدَّجاجَةُ بِالدُّوارِ وَسَقَطَتْ داخِلَ الحَقيبَةِ!

فَحَمَلَها الثَّعلَبُ سَعِيدًا، وَهُوَ يَتَخَيَّلُ طَعْمَ العَشاءِ اللَّذِيذِ.

وَفِي الطَّرِيقِ، شَعَرَ الثَّعلَبُ بِالتَّعَبِ فَجَلَسَ بِجَانِبِ صَخرَةٍ وَنَامَ.

اِسْتَيْقَظَتِ الدَّجاجَةُ داخِلَ الحَقيبَةِ، وَبِهُدوءٍ فَتَحَتِ الحَقيبَةَ وَأَخْرَجَتْ رَأْسَها. رَأَتِ الثَّعلَبَ نائِمًا، فَفَكَّرَت بِخُطَّةٍ ذَكِيَّةٍ!

جَمَعَتْ بَعضَ الحِجارَةِ الكَبِيرَةِ وَوَضَعَتْها داخِلَ الحَقيبَةِ، ثُمَّ هَرَبَتْ إلى بَيتِها بِسُرعَةٍ.

عِندَما اِسْتَيْقَظَ الثَّعلَبُ، حَمَلَ الحَقيبَةَ وَذَهَبَ إلى كَهْفِهِ، وَقالَ لِزَوجَتِهِ:

ـــ أَحضَرْتُ الدَّجاجَةَ! هَل غَلَيْتِ الماء؟

فَرِحَتِ الزَّوجَةُ، وَعِندَما فَتَحَ الثَّعلَبُ الحَقيبَةَ وَسَكَبَ ما بِداخلِها في القِدْرِ، وَقَعَتِ الحِجارَةُ في الماءِ السّاخِنِ، فَتَطايَرَ الماءُ الْمَغْلِيّ وَأَصابَهُما بِشِدَّةٍ.

فَماتا فَورًا! وَلَم تَرى الدَّجاجَةُ الثَّعلَبَ الْمَكارَ وَزَوجَتَهُ بَعدَ ذلِكَ، وَعاشَت بِهُدوءٍ وَسَلامٍ في مَزرَعَتِها.


العِبْرَةُ مِنَ القِصَّةِ:

الشّجاعةُ وَالذَّكاءُ يُنقِذانِنا مِنَ المَخاطِرِ، وَالْمَكْرُ لا يَغْلِبُ صاحِبَ العَقْلِ.

Post a Comment

أحدث أقدم