مروة الجميلة



في مدينةٍ هادئة، كان هناك طريق صغير تتخذه الطفلة مروة كل يوم وهي تتجه إلى مدرستها. كانت مروة تبلغ من العمر عشر سنوات، ووجهها يُشع نورًا وطيبة، وأحاديثها دائمًا مليئة بالحب والاحترام.

وفي صباح مشمس، وبينما كانت تمشي كالعادة، سمعت صوت نباح قوي يتردد بين الأشجار. توقفت مروة ومالت برأسها لتستكشف مصدر الصوت، ومشت بحذر حتى وصلت إلى بقعة مظللة خلف سور حديقة صغيرة.

وهناك... رأت كلبة أنثى تُصدر نباحًا حادًا، لكن ما لفت نظر مروة أكثر كان وجود ستة كلاب صغيرة ملتفة حولها، بعضها ذكور وبعضها إناث، وكلهم ضعفاء وصغار الحجم، وعينهم تبحث عن الأمان والطعام.

وقفت مروة تتأملهم بقلبٍ نابض بالرحمة، ثم قالت في نفسها: "سأجلب لهم الطعام كل يوم بعد المدرسة... لكن سأستأذن والدتي أولًا، فهي تعرف دائمًا ما هو الأفضل."

وعندما عادت إلى المنزل، ركضت نحو والدتها بحماسة، وبدأت تروي لها كل ما حدث. ابتسمت الأم ابتسامة كبيرة، واحتضنت مروة وقالت لها: "يا حبيبتي، أنا فخورة جدًا بك! الرحمة بالحيوانات نعمة عظيمة، وأنتِ أثبتي أنكِ فتاة طيبة القلب وذات تربية جميلة."

شعرت مروة بسعادة لا توصف، وفهمت أن ما فعلته ليس فقط لطفًا، بل درسًا في الإنسانية. ومن ذلك اليوم، كانت مروة تجلب الطعام للكلبة الصغيرة وجرائها، وتطمئن عليهم، وكأنها حارسة صغيرة للرحمة والحنان.

وهكذا، علّمت مروة كل من حولها أن الجمال الحقيقي لا يكون فقط في الشكل... بل في القلب والنية 🌸💗

Post a Comment

أحدث أقدم