سامر الأمين



في صباحٍ مشرق داخل فناء المدرسة، كان هناك طفل جميل يُدعى سامر يلعب بكل نشاط وفرح مع أصدقائه. وبينما كان يركض ويقفز، لمح شيئًا يلمع على الأرض بالقرب من الشجرة الكبيرة. اقترب منه، وإذا به يجد مبلغًا من المال موضوعًا على الأرض دون أن يكون حوله أحد.

توقّف سامر للحظة، وتفكّر: "هل أخذه لنفسه؟ أم يبحث عن صاحبه؟" لكن قلبه الطيب وأخلاقه العالية دفعته لاتخاذ القرار الصحيح. التقط المال بهدوء، وركض نحو صفه ليعطيه للمعلمة.

نظرت إليه المعلمة بدهشة وقالت: "كيف وجدت هذا المال؟" فرد سامر بثقة وصدق: "كنت ألعب في الفناء، فوجدته على الأرض، ولم يكن أحد بجانبه... فأحضرته إليك."

ابتسمت المعلمة وقالت له بحنان: "أنت حقًا طفل أمين. رغم أنه لا أحد رآك، اخترت أن تصنع الصواب!"

وبعد دقائق، دخل وليد صديق سامر مسرعًا، يتلفت يمينًا ويسارًا وهو يقول: "أضعت مالي! هل رآه أحد؟"

فابتسمت المعلمة وقالت: "إن مالك في أمان، بفضل سامر!" ثم أعطته المبلغ، ففرح وليد كثيرًا وقال: "شكرًا جزيلًا!" لكن المعلمة أشارت إليه بلطف: "الشكر الحقيقي يجب أن يُقال لسامر، فهو من وجده وحفظه لك."

اتجه وليد نحو سامر واحتضنه وهو يقول: "أنت صديقٌ رائع، شكرًا على أمانتك!" ابتسم سامر، وشعر بقيمة ما فعل، فعرف في تلك اللحظة أن الأمانة لا تُكافأ بالمال، بل تُكافأ بالاحترام والحب الذي يزرعه في قلوب من حوله.

Post a Comment

أحدث أقدم