في صباحٍ مشمس، أتى "حسن"، جار جُحا الطيّب، يطرق بابه بخجل. قال له بصوت خافت: "يا جُحا، أريد أن أصنع خاتمًا عليه اسمي... لكن ليس معي مال كثير."
ابتسم جُحا وقال:
"ولا يهمّك، تعال معي، وسنجد حلًّا."
انطلقا معًا إلى دكّان صانع الأختام، حيث كان الرجل العجوز منهمكًا في النقش والنحت. دخل جُحا وسأله: "يا معلّم، كم سعر الحرف الواحد على الخاتم؟"
ردّ المعلم وهو يعدّ أدواته: "خمسة قروش للحرف الواحد."
صدم حسن وقال: "آه! وليس معي الآن سوى عشرة قروش فقط!"
سكت جُحا لحظة، ثم رفع حاجبه بخبث وقال: "لا بأس... اصنع لنا يا معلّم خاتمًا بحروف: خ - س."
تفاجأ المعلم وسأل: "ما معنى هذه الحروف؟"
ردّ جُحا ببساطة: "ليس مهمًا! فقط اصنع ما طلبناه."
وبدأ المعلم في نحت الحروف...خ... س... وفي اللحظة التي همّ فيها بوضع النقطة على حرف الخاء، قاطعه جُحا بسرعة: "لا لا، رجاءً... ضع النقطة على حرف السين بدلًا منها!"
توقّف المعلم، ثم ابتسم ابتسامة واسعة بعدما أدرك الخدعة الذكيّة. لقد أصبحت الكلمة: حسن، باسم الجار تمامًا! ضحك وقال: "ما هذا الذكاء يا جُحا! تستحقان الخاتم مجّانًا."
فقال جُحا وهو يغمز: "الذكاء يا صديقي، هو أن ترى الحلّ أسرع من البرق!"
إرسال تعليق