في صباحٍ مشمس، خرج جُحا يتجول في السوق الكبير، حين لمح حلقة من الناس تلتفُّ حول رجل يعرض طائرًا صغيرًا بألوان زاهية. أخذ الرجل يمدح طائره العجيب، حتى دفع أحد الحاضرين ثلاثين دينارًا ثمناً له! اندهش جحا ورفع حاجبيه قائلًا في نفسه: "يا للعجب! ثلاثون دينارًا في طائر صغير لا يملأ كف اليد؟!"
عاد إلى بيته مذهولًا، وما إن فتحت زوجته الباب حتى لاحظت على وجهه ملامح الدهشة والحيرة. سألته: "ما بك يا جحا؟ تبدو وكأنك رأيت شبحًا!" أجابها: "بل رأيت شيئًا أغرب! هل تصدقين أن طائرًا صغيرًا بيع للتو بثلاثين دينارًا؟ يبدو أن أسعار الطيور صارت خيالية!" قالت زوجته بدهشة: "إذًا، كم يساوي ديكنا الجميل؟"
ابتسم جحا وقال بثقة: "لقد آن أوان الربح يا امرأة! غدًا سآخذ الديك إلى السوق وسأبيعه بثمن كبير!"
🌞 في صباح اليوم التالي، حمل جحا ديكه بفخر، ومضى به إلى السوق. بدأ ينادي بأعلى صوته: "من يشتري هذا الديك القوي؟ من يزايد؟" بدأ الحاضرون المزايدة بدينار، فاثنين، حتى بلغ السعر خمسة عشر دينارًا فقط.
تعجّب جحا وصاح: "ما هذا؟! هذا ديك كبير وصوته يوقظ البلدة بأسرها!" رد عليه أحدهم قائلًا: "هو لا يساوي أكثر، فذاك الطائر بالأمس كان ببغاءً ناطقًا!" صرخ جحا: "أليس هذا طائرًا أيضًا؟ إنه يؤذن كل فجر كو كو كو!"
ضحك الحضور بصوت عالٍ
إرسال تعليق