الذئب والحمار

 


في صباح مشمس داخل غابةٍ هادئة، كان الحمار الرمادي يسير بخطًى واثقة، يردد أفكاره بصوت مرتفع. وفجأة صادف الذئب الرمادي الداكن، المعروف بذكائه الحاد ولسانه الحادّ أيضاً. بدأ بينهما نقاشٌ غريب من نوعه… فقد اختلفا على لون القلب!

قال الحمار مبتسمًا بثقة: "القلب لونه برتقالي، مثل غروب الشمس الجميل!"

ضحك الذئب وقال باستهزاء: "يا لك من طريف، القلب لونه أحمر، هكذا خلقه الله!"

تصاعد النقاش، وتحول إلى جدالٍ صاخب سمعته الحيوانات من كل حدب وصوب، فتجمهروا حولهما، وانتهى الأمر بأن قررا معًا أن يحتكما إلى ملك الغابة – الأسد العادل والحكيم.

دخل الحمار والذئب إلى قاعة العرش، كل منهما يروي قصته. أنصت الأسد إليهما بهدوء، ثم رفع رأسه وقال: "أحكم بسجن الذئب شهرين، ويُبرّأ الحمار."

دهش الذئب وصرخ مستنكرًا: "ولكن يا مولاي... أليس القلب أحمر؟!"

قال الأسد: "بلى، إنه كذلك."

قال الذئب: "إذن، لماذا تُعاقبني إذا كنت على صواب؟"

ابتسم الملك وقال بوقار: "لم يكن خطأك في رأيك، بل في جدالك مع من لا يُجدي الجدال معه."

ومنذ ذلك الحين، تعلّمت الحيوانات أن الحكمة ليست فقط في أن تكون على صواب، بل في أن تعرف متى وأين ولماذا تتحدث... أو تصمت.

Post a Comment

أحدث أقدم