في أرضٍ بعيدة خلف التلال الفضية، كانت هناك مملكة هادئة تُدعى مملكة الأمل، تزهر فيها الورود في كل فصل، وتغني الأنهار بلحنٍ ناعم في أحضان الطبيعة. هناك عاشت أميرة رائعة تُدعى "روز"، بشعرها الأحمر اللامع الذي يشبه شروق الشمس، وحبها الكبير للورود التي نُسب اسمها إليها.
كل مساء، كانت روز تقف على شرفة القصر، وتصفق بيديها الصغيرة برفق، لينزل من السماء طائرٌ صغيرٌ مغطى بريشٍ ذهبي كأنه صنع من أشعة الشمس. يحطّ على كتفها، ويبدأ كلاهما بالغناء معًا تهويدة جميلة تجعل كل من في المملكة ينامون بهدوء وأحلام لطيفة.
لكن في أحد الأيام، شعرت ساحرة غيورة بالضيق من فرحة المملكة وصفاء حياة روز. فألقت تعويذة غامقة حولت شعر الأميرة الأحمر إلى اللون الأسود! وفي تلك الليلة، تغيّر كل شيء. بدلًا من الأحلام الجميلة، بدأت الكوابيس تنتشر في أرجاء المملكة، والناس يصرخون في نومهم، لا يعرفون الراحة.
ركضت روز إلى شرفتها تبكي، واستشارها الطائر الذهبي الذي كان ينظر إليها بعينين لامعتين مليئتين بالحب: "اغسلي شعرك بماء الورد، يا روز... وستعود الأمور إلى مجراها."
في صباح اليوم التالي، جمعت روز أجمل ورود الحديقة، وصنعت ماءً ناعمًا معطرًا. وقفت وسط أشعة الشمس، وسكبت الماء بهدوء على شعرها، وانساب الورد بين خصلاته، حتى بدأ اللون الأحمر يعود كالسحر!
وفي تلك الليلة، نام الجميع مرة أخرى بسلام، وامتلأت المملكة بالأحلام الوردية.
لكن الساحرة لم تيأس. غضبها اشتعل أكثر، فعادت لتحوّل شعر روز إلى الأسود من جديد، وأطلقت تعويذة أخرى، جعلت كل الورود تذبل وتختفي من أرض المملكة.
جلست روز تبكي في الحديقة التي كانت ذات يوم ملونة، ولم يتبقَ سوى التراب الباهت. وفي لحظة من اليأس، ظهر أمير شاب بشعر بني، وفي منتصفه خصلة حمراء تلمع تحت الشمس.
اقترب منها، وعندما سقطت دمعة من عينيها على تلك الخصلة، نبتت من الأرض وردة واحدة... حمراء! اشتعل الأمل من جديد في قلب الأميرة.
لامست خصلة شعر الأمير، فعاد شعرها إلى لونه الأحمر الكامل، وكأن شيئًا لم يكن. وكشف الأمير أنهما تبادلا خصلة من الشعر حين كانا طفلين، كعهدٍ للولاء والمحبّة.
تزوجت روز من الأمير، وامتلأت المملكة بفرحٍ لا يُنسى. أما الساحرة الغاضبة، فلم تتحمّل فشلها، فغضبها كان عظيمًا لدرجة أنها انفجرت إلى ألف قطعة من الرياح السوداء واختفت إلى الأبد.
ومنذ ذلك الحين، أصبح كل طفل ينام وهو يسمع تهويدة الأميرة والطائر الذهبي، ويرى أحلامًا بها ورودٌ حمراء، ونورٌ لا ينطفئ 🌹✨
إرسال تعليق