في مملكة نورفولك البهية، حيث كانت الورود تتفتح في كل صباح، والطيور تغني من شرفات القصر، عاشت أميرة جميلة تُدعى "لورين"، بشعر ذهبي يلمع تحت الشمس وعيون تبرق كبحيرة زرقاء في منتصف الغابة.
وذات يوم، وبينما كانت لو
رين تتمشى في حديقة القصر الخضراء، عثرت على خاتم غامض، يتلألأ بين الأوراق وكأنه ينتظر من يجد سره! رفعته بأطراف أصابعها، وركضت إلى والدها الملك.
ابتسم الملك وقال: "هذا ليس خاتمًا عاديًا يا صغيرتي… إنه يمنحك خمس قوى سحرية، كل واحدة منها لها قدرة خارقة."
وسرعان ما اكتشفت لورين قواها… القوة الأولى كانت التواصل مع الحيوانات، والثانية معرفة لغة الرياح، والثالثة تنقية الماء، والرابعة إشعال النور في الظلام. أما الخامسة… فكانت الأجمل على قلبها: قوة الغناء الساحر!
كانت تغني كل صباح، تملأ القصر بالنغمات العذبة، وتأمل أن يسمعها يومًا أميرٌ يعجب بصوتها ويقع في حبها.
لكن في أحد الأيام، حطّت على المملكة لعنة شريرة أطلقتها ساحرة سوداء. اختفت الشمس، وتجمدت النار، توقف المطر، وغابت المحاصيل… الكل أصيب باليأس، باستثناء الأميرة لورين، التي بقيت محصنة بفضل خاتمها السحري.
تأملت المملكة التي أصبحت بلا حياة، فهبت إلى الشرفة، ووقفت بقامتها الملكية وغنت!
غنت بشغف وأمل… صوتها حلق في السماء، لامس الغيوم، وخاطب الرياح… لم تنم لورين ليلاً ولا نهارًا، واستمرت بالغناء لأيام… ثم شهور… حتى مرت سنة كاملة!
وخلال هذا العام، بدأت المملكة تتغيّر… بدأ المطر يسقط من جديد، وعادت الشمس تُشرق، ونبتت المحاصيل، ودبت الحياة في الغابة.
لكن الأميرة… لم تكن هناك!
ففي اللحظة التي استعادت فيها المملكة نورها، اختفت لورين… حملتها الريح، واختفت كالأغنية الأخيرة في حفلة سحرية.
بكى الجميع… الملك، الملكة، أهل المدينة… لكنهم كانوا ممتنين. فقد ضحت الأميرة بكل شيء من أجل وطنها، وتركت خلفها أغنية لن تُنسى أبدًا.
ومنذ ذلك اليوم، كل صباح تُسمع نغمة ناعمة في هواء نورفولك… وكأن الأميرة ما زالت تغني في الريح 🌬️🎶
إرسال تعليق