في مزرعة هادئة تعيش فيها الحيوانات في وئام، كانت هناك دجاجة تبيض، وبطة ترفرف بريشها، وبقرة حليبة، وخروف صوفي. وكان على الجميع أن يشكروا الكلب الكبير، الحارس القوي الذي يسهر على أمنهم.
وذات صباحٍ مشمس، دخل صاحب المزرعة مبتسمًا يحمل ضيفًا جديدًا بين ذراعيه: كلب صغير الحجم، فروه ناعم، وعيناه مليئتان بالفضول، لكن صوته... خافت وضعيف.
وقف الكلب الكبير متحفزًا وسأل باستهزاء: "أين سينام هذا؟ وماذا سيأكل؟" ابتسم صاحب المزرعة وقال: "كان صغيرًا مثلك تمامًا... والصغير اليوم، هو الحارس غدًا."
اجتمعت الحيوانات والطيور حول الضيف الجديد... لكنهم لم يرحبوا به. سخروا منه: "صوصوة كتاكيت!" وقالوا له أن نباحه لا يصلح حتى لطرد فراشة! بل ومنعوه من اللبن ومن النوم داخل المزرعة. فتسلل الكلب الصغير حزينًا، ووجد لنفسه ملجأ داخل برميل صدئ يقيه البرد.
في عمق الليل، تسلل خطر حقيقي... الذئب والثعلب! يتناقشان بلؤم: "أنت تأكل الدجاجة والبطة، وأنا آخذ البقرة والخروف."
لكن المفاجأة كانت أن الكلب الصغير كان مستيقظًا داخل برميله. لم يفكر في الإساءات التي تعرض لها، بل تذكر شيئًا أقوى... الشجاعة. أخذ ينبح، فكل نباح يرتد في البرميل حتى تضخم صوته وأصبح كأنه زئير أسد. ترددت أصداء صوته في المزرعة بأكملها!
استيقظ الجميع على صوت النباح القوي... فرأوا الذئب والثعلب يهربان سريعًا!
ركضت الحيوانات نحو البرميل ووجدوا الكلب الصغير يقف بفخر وذيله يهتز، فأدركوا أن من سخروا منه هو من حماهم. شكرته الدجاجة ببيضة، والبقرة بكوب لبن، والخروف بصوف دافئ، وقال الجميع: "صغير أم كبير... من ينفع غيره فهو كبير بحق!" ومنذ ذلك اليوم، أصبح الكلب الصغير هو الحارس الجديد للمزرعة.
إرسال تعليق