في عمق غابةٍ خضراء مورقة، كان الأرنب رُبَيّ يقف بثقةٍ بين الأعشاب العالية، يستنشق نسيم الصباح المنعش. كانت الأشجار تحيط به من كل جانب، وأصوات العصافير تدندن بألحانٍ مرحة، في مشهدٍ ينبض بالحياة والطبيعة الساحرة.
انبهر الثعلب شِهاب بمشهد الأرنب الواثق، فكمن خلف أحد الجذوع وتربّص به بعينين لامعتين بالمكر. احتدّت رغبة شِهاب في صيد فريسةٍ سهلة، فتشكلت في ذهنه خطة خبيثة للإيقاع بالأرنب سريع البديهة.
اقترب شِهاب من رُبَيّ بخطواتٍ هادئةٍ، وأخرج من تحت مخالبه بعض الفواكه الملونة، ثم ابتسم ابتسامةً زائفة وقال بنبرةٍ وديّة: “يا صديقي العزيز، لقد جمعت اليوم أشهى الفواكه، وأريد مشاركتك إياها… تعال معي إلى جحرِي لنتلذذ بها معًا!”
رفض رُبَيّ أن يبدو ساذجًا، فالتقط ابتسامته ودعابته الخاصة، ثم اقترح تحديًا بسيطًا: “لحظة، يا شِهاب! إذا استطعت أن تجري حول هذه الشجرة عشر مرات قبل أن أحسب العداد، فسأأتي معك فورًا.”
انطلق الثعلب مسرعًا، يدور بحماسٍ حول الشجرة، ولم يلحظ أن رُبَيّ ظل واقفًا في مكانه يعدّ بصوتٍ عالٍ: “واحد… اثنان… ثلاثة…” تنكّرت حيلة الأرنب في بساطته. وعندما وصل الثعلب إلى الدورة التاسعة منهكًا، تعثّر وسقط على الأرض، وهو يلهث من التعب.
رفع الأرنب رُبَيّ ذراعيه مبتسمًا وقال: “ها قد اكتملت الجولة العاشرة!” فاندهش الثعلب من خدعته وندميه، فيما قفز رُبَيّ مبتعدًا بين الأشجار بسرعةٍ فائقة. وهكذا تعلّم الجميع أن الذكاء والسخرية الودّية أحيانًا أقوى من القوة البدنية وحدها.
إرسال تعليق