كان هناك طفل طيب يُدعى حمودة، وكان يملك ببغاء ملونة بأجمل الألوان، تعيش داخل قفص صغير لامع كأنه من الذهب. كان حمودة يظن أن البندق يكفي لإسعاد الببغاء، لكنه لاحظ حزنها الشديد رغم كل ما يقدمه لها.
اقترب منها وقال بحنان: "لا تحزني يا صديقتي، سأخذك في نزهة إلى الغابة!" وحمل قفصها وسار بين الأشجار حتى وصل إلى شجرة بلوط ضخمة. جمع بعض الحبات ووضعها أمام الببغاء، لكنها بقيت صامتة وحزينة، لا تأكل ولا تغرد.
قال لها بقلق: "ألا يعجبك البلوط؟ ربما تحبين الجوز أكثر!" وقرر أن يبحث لها عنه، وانطلق في أعماق الغابة حتى عثر على شجرة جوز. وبينما كان ينحني لالتقاط الحبات، هجمت عليه مجموعة من الغربان السوداء، وأحدها كان كبيرًا جدًا! أمسك به وطار بعيدًا مع البقية، وترك حمودة يصرخ: "أين أنتم يا أمي وأبي؟ أرجوكم أنقذوني!"
وصلوا إلى مكان واسع يملؤه الطير من كل الأشكال والألوان، وفيه منصة يقف فوقها نسر عظيم، وإلى جانبه بومة حكيمة وبلبل صغير. قال البلبل: "يا سيدي القاضي، هذا هو حمودة الذي حبس صديقتنا الببغاء." فحكم عليه النسر بالسجن بعدد الأيام التي حبس فيها الببغاء.
في تلك اللحظة، ظهرت الببغاء! وقالت بهدوء: "كنت مثلك يا حمودة، أشتاق إلى أهلي وأصدقائي، والآن عرفت كم الألم صعب حين نحرم من الحرية." ثم اقتربت وفتحت قفص حمودة بنفسها، فخرج شاكراً باكياً، وعاد نحو البيت.
ولكنه لم يكد يبتعد حتى سمع أصوات الطيور تطارده. ارتبك وهرب بكل سرعته، لكنه تعثر وسقط. أحاطت به الطيور، وفجأة... استيقظ على صوت أمه: "حمودة! لقد تأخرت عن المدرسة!".
نهض مذعورًا، ثم ركض إلى الببغاء وفتح باب قفصها قائلاً لها: "الحرية أجمل شيء في العالم يا صديقتي، شكراً لأنك علمتني ذلك!"
إرسال تعليق