في صباحٍ هادئ ومشمس، حلق العصفور الجميل فوق شجرة البلوط الكبيرة. نادى العصفور بصوتٍ رقيقٍ: “أيتها السلحفاة!”. فظهرت السلحفاة من بيتها البطيء وهي تحزم أمتعتها.
تفاجأ العصفور وقال: “أترحلين عن بيتك الجميل؟” أجابت السلحفاة بحزن: “لا أطيق بقاءي هنا بعد أن يعبث الأطفال ويلعبون ويلقون قشور الفاكهة والأكياس بلا مبالاة.”
نظر العصفور حوله وقال: “الحديقة تبدو نظيفة الآن!” فابتسمت السلحفاة وقالت: “أنظفها كل مرة بعد رحيلهم، لكنها سرعان ما تتلوث من جديد.”
فكر العصفور قليلًا، ثم عاد يحمل في منقاره ثلاث أوراق بيضاء كبيرة وألوانًا. طلب من السلحفاة الفرشاة والألوان الحمراء والصفراء والخضراء، وشرعا معًا في كتابة لافتات توعوية.
كتب العصفور باللون الأحمر: “حافظوا على نظافة الحديقة”، وباللون الأصفر كتبت السلحفاة: “البيئة دليل حسن الأخلاق”، ثم أتمَّت السلحفاة باللون الأخضر: “النظافة من الإيمان.”
علقا اللافتات على جذع شجرة البلوط، ثم ابتسما منتظرين قدوم الأطفال. وعند عودتهم في عطلة نهاية الأسبوع، ضحك الأطفال من اللافتات وألقوها أرضًا مع بقايا طعامهم وأكياسهم، ثم رحلوا يلعبون من جديد.
خرجت السلحفاة من بيتها فوجدت المكان فوضى. هزّت رأسها وقالت: “لا فائدة، قضيت جهدي بلا نتيجة. سأرحل!” وعادت تحزم حقيبتها ببطء متجهة إلى بيت أختها في حديقة السرو.
وبعد أسبوع، عاد الأطفال فصارح بعضهم: “يا للعجب، لم نجد الحديقة نظيفة مثل المعتاد!” بدأ البعض بالحديث عن عدم وجود من ينظف، ثم قال أحدهم بحماس: “لماذا لا ننظفها بأنفسنا؟”
فاجتمع الأطفال وجمعوا القشور والأكياس والأوراق، ووضعوها في أكياس كبيرة. وعندما انتهوا، تأملوا حديقتهم النظيفة وعادوا مبتهجين تحت شجرة البلوط.
في تلك اللحظة، عادت السلحفاة إلى بيتها وخالفت قرار الرحيل. فوجئت بمنظر الحديقة النظيف وأدركت أن الأطفال تعلّموا درسًا. هبط العصفور مسرعًا وروى لها قصة تعاونهم.
فرحت السلحفاة وقالت: “سأبقى هنا إلى الأبد، فما أجمل العيش في حديقة نظيفة ومع صديق مخلص!”
إرسال تعليق