لولَا والقلب الشجاع في الغابة المسحورة
في قريةٍ صغيرة مليئة بالزهور والمنازل الحجرية، كانت تعيش قطة صغيرة تُدعى "لولَا". كانت لولَا مختلفة عن باقي القطط في القرية—لم تكن تحب النوم الطويل على الوسادة أو الجلوس بجوار المدفأة كغيرها. بل كانت تحب التسلق والقفز، واستكشاف الأماكن الجديدة.
وذات يوم، جلست لولَا على سور منزلها تنظر إلى الغابة البعيدة، وسمعت بعض كبار السن يتحدثون عنها.
قال أحدهم بصوتٍ غامض: "لا أحد يجرؤ على دخول تلك الغابة... إنها مسحورة، ومن يدخلها لا يعود!"
لولَا استدارت نحو الغابة، وعيونها تلمع فضولاً، وهمست لنفسها: "أنا مختلفة، وسأكتشف سر هذه الغابة مهما كان!"
🌲 رحلة إلى المجهول في المساء، وبينما كان أهل القرية مشغولين بالعشاء، تسللت لولَا نحو الغابة. كان الهواء هناك باردًا، والأشجار طويلة جدًا. بدت أوراقها وكأنها تضيء مثل النجوم. مشَت لولَا خطواتٍ صغيرة على الأرض المبللة، واستمعت لأصواتٍ غريبة… لكنها لم تخف.
🦉 البومة الحكيمة فجأة، سمعت صوتًا يناديها من فوق شجرة عملاقة: "مرحبًا أيتها الصغيرة…"
نظرت لولَا لأعلى، فإذا ببومة فضية ضخمة تحدق فيها.
قالت البومة: "لماذا أتيتِ إلى هنا؟"
أجابت لولَا بشجاعة: "أريد أن أرى بنفسي، لا أؤمن بالخوف من القصص!"
ابتسمت البومة وقالت: "حسنًا… لكن عليكِ حل لغز أولًا."
سألتها: "ما هو؟"
قالت البومة: "ما الشيء الذي يكبر كلما أخذتِ منه؟"
فكرت لولَا قليلًا، ثم قالت: "الحفرة!"
ضحكت البومة وقالت: "ذكية! تابعي طريقك من هناك."
🦊 الثعلب الماكر سارت لولَا في ممر من الأشجار الغريبة، إلى أن وصلت نهرًا يعكس ضوء القمر مثل المرآة. على ضفة النهر، وقف ثعلب بلون البرتقال، ينظر إليها ويبتسم.
قال: "أنتِ الشجاعة التي وصلت إلى هنا؟" قالت لولَا: "نعم، لكنني لن أصدقك بسهولة!"
ضحك الثعلب وقال: "سأساعدكِ… إذا أجبتِ على سؤالي!"
"أنا شيء يُسمع ولكن لا يُرى، وإذا تكلمتُ اختفيت… ما أنا؟"
ردت لولَا فورًا: "الصدى!"
فتح الثعلب عينيه بدهشة ثم أشار إلى جسر خشبي: "اعبري من هناك، ستكتشفين السر الكبير."
🌟 زهرة الأسرار عبرت لولَا الجسر فوجدت بحيرة كالمرآة، وفي وسطها زهرة ذهبية تتوهج! عندما اقتربت، سمعت صوتًا لطيفًا يقول: "شكرًا لوصولك، أنتِ تستحقين السر."
قالت لولَا بدهشة: "أنتِ… الزهرة؟"
أجابت: "أنا حارسة الغابة. الغابة ليست مخيفة كما يقولون، بل هي مليئة بالحكمة، ولكن لا يراها إلا من يملك الشجاعة والذكاء."
لولَا شعرت بالفخر، وجلست لبعض الوقت تتأمل جمال الغابة.
🏡 العودة كقصة بطولية عادت لولَا إلى القرية، فركض الجميع نحوها، يندهشون من عودتها.
سردت مغامرتها وقصت عليهم عن البومة، والثعلب، والزهرة الذهبية.
ومنذ ذلك اليوم، لم تعد الغابة مكانًا مخيفًا، بل صارت رمزًا للشجاعة، ولولَا أصبحت بطلة القرية الصغيرة.
إرسال تعليق