حل الربيع... فاستيقظت الغابة من نومها الطويل. غردت العصافير فوق الأشجار، وانطلقت الفراشات بأجنحتها الملونة ترقص بين الزهور الجميلة. الغابة أصبحت لوحة مليئة بالألوان: زهرة حمراء هنا، وزهرة بيضاء هناك، ومزيج من الألوان التي تفرح القلب وتبهج العيون.
كانت النحلات تعمل بجدّ منذ الصباح الباكر، تجمع الرحيق من الأزهار لتصنع منه عسلاً لذيذًا تُحبه كل الحيوانات. وكان الجميع ينتظر كل صباح أمام خلية النحل ليأخذ نصيبه من العسل.
لكن في يوم من الأيام، لم يكن هناك عسل! حزنت الحيوانات جدًا وسألت: "أين العسل؟!". تقدمت نحلة نشيطة وقالت: "الأزهار اختفت... وبدون زهور، لا يمكننا صنع العسل."
تجمعت الحيوانات وقررت أن تعرف السبب، وطلبت من الكلب أن يراقب من يقطف الزهور.
في صباح اليوم التالي، رأى الكلب أرنبًا يقطف زهرة جميلة. ركض إليه وسأله: "لماذا أخذت هذه الزهرة؟" أجاب الأرنب ضاحكًا: "إنها زهرة واحدة فقط، لن تُحدث فرقًا!"
وفي اليوم التالي، رأى الكلب ثعلبًا يأخذ زهرة إلى بيته. وعندما سأله عن السبب، قال الثعلب: "زهرة واحدة؟ هذا لا يضر الغابة."
وفي يوم آخر، رأى الكلب غزالًا يقطف زهرة أيضًا، وأجاب بنفس الكلام: "زهرة واحدة فقط... لن تضر شيئًا."
أدرك الكلب ما يحدث، فأسرع إلى ملك الغابة وقال له: "الجميع يقطف زهرة واحدة فقط، لكن النتيجة أن الأزهار كلها اختفت!"
غضب ملك الغابة ودعا لاجتماع طارئ. وأصدر قرارًا حازمًا: "يُمنع قطف الأزهار! ومن يخالف سيُحرم من العسل لأسبوع كامل."
احترمت الحيوانات القرار، ومرت الأيام... فعادت الأزهار تزين الغابة من جديد، وعادت النحلات تُنتج العسل، وتوزعه في الغابة السعيدة.
إرسال تعليق