الثعلب الجائع



في صباحٍ مشمس من أيام الصيف، خرج ثعلب صغير من منزله وهو يشعر بجوعٍ شديد. كان بطنه يقرقر، وعيناه تتجولان في الحقول بحثًا عن شيءٍ يأكله. وبينما كان يسير بجوار شجرة ضخمة، لمح شيئًا جعله يتوقف فجأة!

كانت شجرة عنب، يتدلّى منها عنب بنفسجي لامع، كبير الحجم، يبدو ناضجًا وشهيًا بشكل لا يُقاوم. اقترب الثعلب وبدأ يقفز محاولًا الوصول إليه، لكن العنب كان عاليًا جدًا، وكل قفزة تنتهي بلا فائدة. فشعر بالإحباط والخيبة، وعاد إلى منزله حزينًا، فالجوع يزداد والعنب لا يُنسى.

في المنزل، جلس أمام والده يحكي له ما حدث، ويصف له العنب الجميل الذي كان يتمنى تذوّقه. نظر إليه الأب بهدوء وقال: "ابني العزيز، عندما نرغب في شيء، لا يكفي أن نحاول فقط، بل يجب أن نفكر جيدًا ونثابر بذكاء. لو فكّرت أكثر، لربما وجدت طريقة للوصول إلى العنب."

في اليوم التالي، استيقظ الثعلب مبكرًا وركض نحو الحديقة مجددًا. قفز كما فعل بالأمس، لكن العنب بقي بعيدًا. جلس قليلاً وأخذ ينظر حوله متأملاً... وفجأة! رأى طاولة خشبية صغيرة قرب الشجرة. خطرت له فكرة!

قفز فوق الطاولة، ومن هناك تسلّق أغصان الشجرة بسهولة حتى وصل إلى العنب. قطف حبةً منه، تذوّقها، وإذا بطعمها يملأ فمه بالحلاوة والفرح. لقد كانت ألذ مما تخيّل!

عاد إلى البيت والفرحة تغمره، وركض نحو والده ليخبره كيف استخدم ذكاءه ومثابرته للوصول إلى ما يريد. ابتسم الأب بفخر، وقال له: "هكذا تُصبح ثعلبًا حكيمًا!"

ومن يومها، علِم الثعلب الصغير أن الجوع يمكن أن يجعلنا أذكياء، والمثابرة تصنع الفرق 🧠🍇✨

Post a Comment

أحدث أقدم