في قديم الزمان، كانت قبيلة تُدعى "نسيم الغابة" تعيش بين الأشجار والأنهار، وكان أفرادها يحبون العناية بشعرهم الطويل الذي يتمايل مع الريح مثل أوراق الصفصاف. لكنهم كانوا يواجهون مشكلة كبيرة: عندما يستيقظون صباحًا، يصبح شعرهم متشابكًا مثل عُشّ عصافير، ويحتاجون ساعات لفكّه.
وسط هذا العالم الشعري، كان هناك صبي صغير اسمه "ليث"، يملك خيالًا واسعًا وروحًا مرحة. كان يراقب الطيور وهي تنظف ريشها بمنقارها، فتساءل: "ماذا لو كان لدينا منقار خشبي يُفكّ تشابك شعرنا؟"
في إحدى نزهاته إلى الغابة، وجد غصنًا مكسورًا من شجرة الزيتون. لاحظ أن أحد أطرافه فيه نتوءات صغيرة تشبه الأسنان. أخذ الغصن، وقام بتنعيمه بالحجر، ثم صنع منه خطًا من "الأسنان الخشبية". جربه على شعر أخته "ياسمين"، وفوجئ بأنها بدأت تضحك!
"شعري صار ناعمًا كأن النسيم مرّ فيه!"
فرح ليث وركض إلى كبير الحرفيين في القبيلة، العجوز "جابر"، الذي ساعده في تطوير الاختراع. أضافوا مقبضًا، ونقوشًا تعكس أشكال الغابة. وسُمّي المشط "أسنان النسيم".
أصبح الناس يتوافدون إلى بيت ليث وجابر ليطلبوا "المشط السحري"، وبدأ المشط يُستخدم ليس فقط للعناية، بل للمناسبات الخاصة، إذ أصبح جزءًا من الزينة التقليدية.
مرت الأعوام، وتطوّر المشط ليُصنع من العاج والخيزران، ثم من المعادن والبلاستيك، لكنه ظل يحمل ذكرى ذلك الطفل الذي رأى في الغصن أملًا، وفي التشابك فرصة لاكتشاف الجمال.
إرسال تعليق