وهج بين الصخور: قصة اكتشاف النار



في زمنٍ بعيد، كانت الأرض تلبس رداء البراري والجبال، وكانت الحيوانات تملأ الغابات، بينما البشر يعيشون في الكهوف، يبحثون عن الطعام ويتّقون البرد بالقفز والرقص.

بين هؤلاء، كان هناك ولد اسمه "رامي"، يملك عينين فضوليتين أكثر من أي شخص في قبيلته. لم يكن يكتفي فقط بما هو موجود، بل كان يسأل: "لماذا السماء تمطر؟" و"كيف تضيء الشمس دون أن تُحرق؟"

ذات ليلة، وفيما كانت الرياح تزمجر مثل ذئبٍ غاضب، وبدأت السماء تبكي رعدًا وبرقًا، اصطدم البرق بصخرة كبيرة قرب الكهف. فجأة، انطلقت منها شرارات ولمع وهجٌ غريبٌ ومضيء، وكان يتراقص كأنه حيّ!

اقترب رامي، بحذر، ورأى أغصانًا جافة بدأت تشتعل. شعر بالدفء لأول مرة دون أن يقفز. عادت القبيلة ورأت النور، تراجعت قليلًا، ثم استدارت الجدة "سلمى" وقالت:

"هذه نار... شيءٌ من السماء، لكننا نستطيع أن نرعاه هنا!"

بدأوا يتعلمون كيف يحمونها، يُطعمونها بالحطب، ويستخدمونها للإنارة، الطهي، وحتى الحماية من الحيوانات المتوحشة.

أصبح رامي يُعرف باسم "رامي الموقد"، وعلّم الأطفال كيف يولدون النار من حجرين، وكيف يسمعون همسها إذا صمتوا قربها.

ومنذ ذلك اليوم، صارت النار صديقة للإنسان—تُدفئه، تُنير له الطريق، وتحكي له قصصًا عبر لهبها.

Post a Comment

أحدث أقدم