في قرية صغيرة تتربّع على تلال خضراء، كان يعيش فتى اسمه زيد، يحب الأرض ويعشق الحكايات القديمة التي تحكيها له جدته فاطمة عن الزرع والحصاد. كانت جدته تمتلك أرضًا جميلة لكنها أصبحت قاسية يصعب حرثها. كل يوم كان زيد يرى الجدة وهي تحاول بجُهد أن تسحب المجرفة الثقيلة لتفتح أخاديد صغيرة في التراب.
في إحدى الليالي، وبينما كان ينظر إلى النجوم، خطرت في بال زيد فكرة مجنونة: "ماذا لو كان هناك شيء يساعد في حرث الأرض؟ شيء يمكنه شق التربة بسرعة ودون تعب؟"
🛠️ بدأ زيد بالعمل. جمع قطع خشب من الغابة، واستخدم عجلة قديمة من عربة مهجورة، وربطها مع لوح معدني كان جزءًا من باب قديم. مرّت أيام وهو يختبر، يُعدّل، ويعيد التصميم. وفي كل تجربة، كان يلاحظ أن الأرض تنفتح بسهولة أكبر!
أطلق عليه اسم "المحراث"، وقرر أن يريه للجدة. عندما دفعه في الأرض أمامها، انفتحت التربة كما لم يحدث من قبل! الجدة فاطمة نظرت إليه بدهشة، ثم ضحكت فرحًا، وقالت: "لقد اخترعت شيئًا سيغيّر حياة الفلاحين يا زيد!"
🌱 انتشرت الفكرة في القرية، وتجمع الأطفال لمشاهدته وهو يشرح كيف يعمل المحراث. تحوّلت ساحة المنزل إلى ورشة صغيرة يصنع فيها زيد نسخًا جديدة للفلاحين الآخرين. وأصبحت أرض الجدة مزدهرة بالخضار والزهور، ترويها القصص وتنبت فيها الأحلام.
ومنذ ذلك اليوم، صار زيد يُعرف في القرية بأنه "صديق الأرض"، واستمرت جدته في سرد الحكايات… وهذه كانت الأجمل بينها.
إرسال تعليق