همس جحا: “يا له من عنقودٍ شهي! إنّ حباته لربما تذوب في الفم كالعسل!” لكنّ العنقود كان يرفرف بعيدًا حيث لم تبلغه يداه.
حاول جحا مرارًا أن يمد ذراعيه ويلتقط العنقود، فقفز فرحًا، وأطال النظر متمنيًا أن يمد إليه العنب يده وحده، لكن دون جدوى.
ظهر في قلب جحا قرارٌ جريء: جمع حجارة صغيرة من بين العُشب، وقذفها عسى أن تسقط العنقود. ارتشفت الغصن حجارةً تلو الأخرى، لكنه ظلّ متمسكًا دون حراك.
عندئذٍ، وقفت أفكار جحا تتبارى في رأسه. هل يتسلق الجذع؟ ولكن الأغصان تشابكت وصارت تشكل شبكةً فوقه. ثم خطرت له فكرةٌ أخرى: أن يحنط حماره ويقفز فوق ظهره، لعلّه يقترب أكثر. ابتسم جحا لنفسه، وفخري قائلاً: “أنا جحا ذو الأفكار العجيبة! لا يقف أمامي مستحيل.”
صعد جحا إلى ظهر حماره، ومدَّ يده صاعدًا، فاهتز جسده يمينًا ويسارًا تعثرت قدماه. حاول جحا الإمساك بتوازنه، وأضاف قوةً رغم خفقان قلبه، ولكنه انزلقت قدمه وسقط أرضًا بقوة.
على الأرض، تدحرج جحا ببطء، فابتسم رغم الخجل، بينما قال : “لا بدّ أن هذا العنقود حامض لم ينضج.”
قام جحا يتلمّس بحذرٍ ركبتيه،وذهب مع حماره.
إرسال تعليق