في قرية صغيرة تحت شمس ذهبية، عاش جحا الطريف مع دجاجته الوفية. كانت دجاجة سمينة، ريشها الأبيض يلمع في ضوء الصباح، وعينيها اللامعتين تعكسان براءة العالم. أيام طويلة قضاها جحا يطعمها الحبّ والعناية، فتكبر وتتمطى في سعادةٍ تحت قفصها الخشبي.
ذات فجر، استيقظ جحا على صمتٍ غريب. دخل على حديقته فوجد دجاجته ملقاة بلا حراك. حزنه اجتاح قلبه كالعاصفة؛ فقد كانت صديقته منذ أيامه الأولى في هذه القرية.
لم يرد جحا أن يترك فرخه وحيدًا يجهل نعمة أمه. فقرر أن يرافق كل صغير بشيءٍ يذكره بها. فحضر قماشًا ناعمًا أسود اللون، وقطع منه مربعات صغيرة. ثم أخذ كل فرخ، وربط حول رقبته قطعة قماش، كما لو كان يحمل وشاحًا يحمل ذكرى أمه.
في تلك اللحظة، مرّ صديق جحا، وكان مندهشًا من المنظر. نظر إلى الفراخ يرتدين قطع القماش السوداء، ثم التفت إلى جحا وسأله: “ما هذا يا جحا؟”
ابتسم جحا بحزنٍ حكيم، وقال: «إن أمها ماتت، وهذه القطع الصغيرة تعبير عن حزننا وشوقنا لها».
إرسال تعليق