السمكة الخائفة



 في أحد أيام الصيف الهادئة، وبينما كانت الأمواج تغني للحصى وتداعب الرمال، حدث شيء غير معتاد! ظهرت سمكة صغيرة فجأة على الشاطئ، كما لو أن البحر قذفها دون أن يستأذنها. كانت عيناها تلمعان بخوف شديد، وزعانفها ترتجف من الذعر، فهي لا تعرف كيف وصلت إلى هنا، إلى عالم اليابسة الغريب.

لكن في تلك اللحظة، كان هناك من يراقب بهدوء... لم تكن إنسانًا، بل كانت حورية بحر جميلة، ممددة على الرمال، وقد غمرها النعاس بعد ليلة طويلة من الأرق. كان ذيلها الطويل يتلألأ تحت أشعة الشمس، وجسمها مستلقٍ بسلام كما لو أنها جزء من هذا الشاطئ.

عندما استيقظت الحورية، رأت السمكة الصغيرة وهي ترتعد، فقفز قلبها الطيب من مكانه! اقتربت منها بلطف، واحتضنتها بين ذراعيها، ثم قبلتها وقالت بصوت دافئ: "لا تخافي يا صغيرة، أنا هنا معك... ولن أدع شيئًا يؤذيك."

هدأت السمكة شيئًا فشيئًا، وعاد إليها نبض الأمان، حتى قالت لها الحورية: "سوف أعيدك إلى البحر، إلى بيتك الذي تحبينه."

وهكذا، امتلأت عيون السمكة بالفرح، ولكنها تذكّرت فجأة شيئًا مهمًا! فصاحت: "أرجوك لا تبقي هنا! هناك قراصنة يمرّون أحيانًا، يرمون سهامهم ليمسكوا بأي مخلوق بحري يجدونه."

ابتسمت الحورية بلطف، وقالت: "شكرًا لك يا بطلة صغيرة، أنت أنقذتيني أيضًا."

ثم ألقت السمكة في المياه برشاقة، وتبعتها في غطسة ساحرة إلى عالمهما الأزرق الجميل. ومن أعماق البحر، شعرت الحورية بالفرح يغمرها... فقد أنقذت من كان بحاجة إليها، وتعلّمت أن الشجاعة لا تأتي بالحجم، بل بالقلب الطيب والنصيحة الصادقة.

Post a Comment

أحدث أقدم