في قريةٍ صغيرةٍ وهادئة، كانت هناك شجرةٌ ضخمة وجميلة في وسط الحقول. كانت هذه الشجرة محبوبة من الجميع، يجلس الناس في ظلها، ويتذوقون ثمارها الشهية. أما الأطفال، فكانوا يقفزون ويغنّون ويلعبون حولها كل يوم، فرحين بها وكأنها صديقتهم الكبيرة.

لكن في طرف القرية، كان هناك رجل اسمه عاشور. عاشور كان لا يحب أن يشاركه أحدٌ في شيء، وكان طمّاعًا يحب أن يملك كل شيء لنفسه فقط.

في صباح يومٍ مشمس، خرج عاشور إلى الحقل ورأى الشجرة التي تفيض بالثمار. قال في نفسه: "هذه الشجرة يجب أن تكون لي وحدي!" انتظر حتى حلّ الليل، وحمل فأسه، ثم ذهب بخفة نحو الشجرة ليقلعها من جذورها ويزرعها في حديقته.

لكن عندما ضرب عاشور جذع الشجرة، حدث شيء غريب! سقطت عليه بعض الثمار الناضجة! تعجّب، فضربها مرةً ثانية، فهطلت عليه ثمار أخرى. جلس تحت الشجرة مندهشًا وهو يتمتم: "غريب! أضربها وهي تُهديني الثمار؟!"

عندها، غيّر عاشور رأيه. قرر ألا يؤذي الشجرة، بل أن يجمع ثمارها ويأخذ البذور منها ليزرعها في أرضه.

وبالفعل، جمع عاشور الثمار، وعاد إلى بيته بهدوء دون أن يشعر به أحد. بدأ بزراعة البذور بكل حُب، وسقاها كل يوم حتى نمت وكبرت، وأصبح لديه بستانٌ مليءٌ بأشجار تُشبه تلك الشجرة الطيبة.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح عاشور يزور الشجرة الكبيرة كل صباح، يسقيها ويهتم بها. وفي المساء، كان يجلس وسط الأطفال تحتها، يروي لهم القصص، ويبتسم وهو يقول: "كونوا كالشجرة... يُرمى عليها بالحجر، فتُهدي الناس الثمر."

Post a Comment

أحدث أقدم