في مساء هادئ، جلست هلا على الأريكة الصغيرة تشاهد برامج الأطفال وتضحك بسعادة. كانت غارقة في عالم الكرتون حتى دخلت والدتها وقالت بلطف: "هلا، لقد حان وقت النوم يا حبيبتي." تأففت هلا في سرّها، فهي لم تكتفِ بعد من المشاهدة. سارت متثاقلة إلى غرفتها وهي تتمتم، "ليتني أشاهد فقط قليلاً بعد..."
دخلت الغرفة بانزعاج، نظرت إلى ألعابها الجميلة المنتشرة في كل زاوية، لكنها كانت غاضبة. أمسكت الدمى من فوق السرير والخزانة ورمتها أرضًا دون تفكير. ثم رمت نفسها على السرير وأغلقت عينيها. بعد لحظات، أحست بيد تلمسها بخفة... فتحت عينيها بخوف.
وأمامها... وقفت شخصيات غريبة! تجمدت هلا مكانها، ثم صاحت: "من أنتم؟!" لكن ما هي إلا لحظة، حتى اكتشفت أن هؤلاء الغرباء ما هم إلا... ألعابها!
تقدّمت دميتها المفضلة وقالت بنبرة حزينة: "لقد كنت تؤذينني عندما تغضبين يا هلا... شعري لم يعد كما كان، قصصته كثيرًا." ثم جاء الدب دبدوب، وكان شكله رثًا، وتمزق قميصه الجميل. قال وهو يكاد يبكي: "مزقتِ ملابسي كلها، ولم يتبقَ لي شيء جديد." وظهر الأرنب أرنوب وقال بحزن: "قطعتِ أذني، فلم أعد أسمع ما تقوله الدمى!" اجتمعت كل الألعاب وصرخت بصوت واحد: "لقد آذيتنا كثيرًا يا هلا، وسنرحل إلى أطفال يحبّون ألعابهم!"
بدأت الألعاب بالخروج من الباب، ركضت خلفها هلا وهي تصرخ: "أرجوكم لا ترحلوا! أنا آسفة!" لكنهم لم يلتفتوا إليها، وقالت الدمية: "لن نعود، سنذهب لمن يعتني بنا."
جلست هلا على الأرض، وعيناها تدمعان. "من سيلعب معي بعد الآن؟ من سيملأ قلبي بالفرح؟"
وفجأة... سمعت صوتًا حنونًا يقول: "هلا... استيقظي يا صغيرتي." فتحت عينيها، وإذا بها تجد نفسها على سريرها، والدتها إلى جانبها، وألعابها حولها كما كانت... سليمة سعيدة.
ابتسمت وقالت: "كان حلمًا... والحمد لله!"
إرسال تعليق