كان يا ما كان، في زمنٍ كانت فيه الليالي مظلمة ولا يُرى فيها إلا ضوء القمر أو وهج الشموع، ولد صبيٌّ فضولي يُدعى "توماس". كان يحب أن يتأمل النجوم، ويسأل نفسه: "لماذا لا نستطيع إضاءة الليل مثل النهار؟"
كان توماس يعيش في بيتٍ صغير، مليء بالكتب، والمصابيح الزيتية، التي كانت تُصدر دخانًا وتجعل الغرفة دافئة ولكن مظلمة. في إحدى الليالي، وبينما كان يقرأ كتابًا عن العلوم، دخلت إليه فكرة عظيمة: "ماذا لو صنعت ضوءًا لا يحتاج إلى نار؟"
بدأت مغامرته الحقيقية وهو في العشرينات من عمره. دخل مختبره الصغير، وجمع أسلاكًا، زجاجًا، وبطاريات، وبدأ يُجرب ويخترع. في كل مرة يُشعل فيها المصباح، ينطفئ بسرعة! لكنّه لم يستسلم. كرّر التجربة أكثر من ألف مرة، حتى اكتشف أن الشعيرات الدقيقة المصنوعة من الكربون داخل الزجاج قد تُضيء لوقت أطول دون أن تحترق.
في تلك اللحظة، اشتعل المصباح للمرة الأولى... ومضى الضوء في الغرفة كما لو أن الشمس زارت المكان. ركض توماس فرحًا، صارخًا: "لقد فعلتها! لقد صنعت نورًا بلا نار!"
انتشر هذا الاختراع كالسحر، وجعل العالم كله يرى الليل بطريقة جديدة. الشوارع أصبحت مضاءة، والمدارس بدأت تُفتح حتى المساء، والمنازل أصبحت أكثر دفئًا وراحة.
إرسال تعليق