كَانَتْ هُنَاكَ غَزَالَةٌ صَغِيرَةٌ وَفِيلٌ كَبِيرٌ، وَكَانَا يَعِيشَانِ فِي غَابَةٍ وَاسِعَةٍ جَمِيلَةٍ. وَقَدْ كَانَا صَدِيقَيْنِ مُقَرَّبَيْنِ، لَا يُفَارِقُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ.
كَانَ الفِيلُ وَالغَزَالَةُ يَذْهَبَانِ سَوِيًّا إِلَى كُلِّ مَكَانٍ، وَتَسْعَدُ كُلُّ الحَيَوَانَاتِ فِي الغَابَةِ بِصَدَاقَتِهِمَا الجَمِيلَةِ.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، قَالَتِ الغَزَالَةُ لِلْفِيلِ:
ــ "يَا صَدِيقِي، هَلْ نَذْهَبُ إِلَى الحَدِيقَةِ الَّتِي فِي الجَانِبِ الآخَرِ مِنَ النَّهْرِ؟ فَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ هُنَاكَ فَوَاكِهَ طَازَجَةً وَلَذِيذَةً!"
فَرَدَّ الفِيلُ بِقَلَقٍ:
ــ "وَلَكِنَّ التَّمَاسِيحَ تَعِيشُ فِي النَّهْرِ، وَهِيَ خَطِيرَةٌ جِدًّا! إِذَا نَزَلْنَا إِلَى المَاءِ، قَدْ تَهْجُمُ عَلَيْنَا فَجْأَةً وَتَأْكُلُنَا! لِذَلِكَ، مِنَ الأَفْضَلِ أَلَّا نُخَاطِرَ بِحَيَاتِنَا."
تَنَهَّدَتِ الغَزَالَةُ الصَّغِيرَةُ، وَشَعَرَ الفِيلُ بِالحَزَنِ عَلَيْهَا، فَقَالَ:
ــ "حَسَنًا... سَنَذْهَبُ، وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ حَذِرِينَ جِدًّا!"
🌊 فِي يَوْمٍ آخَرَ، عَبَرَ الفِيلُ وَالغَزَالَةُ النَّهْرَ، وَلِحُسْنِ الحَظِّ لَمْ يَمْسِسْهُمَا أَيُّ تِمْسَاحٍ.
🍉 وَفِي الجَانِبِ الآخَرِ، أَكَلَا الفَوَاكِهَ الطَّازَجَةَ وَاللَّذِيذَةَ حَتَّى شَعَرَا بِالشَّبَعِ. وَعِنْدَمَا حَانَ الوَقْتُ لِلرُّجُوعِ، قَالَتِ الغَزَالَةُ:
ــ "يَا صَدِيقِي، يَجِبُ أَنْ أَعُودَ إِلَى البَيْتِ، فَأُمِّي سَتَقْلَقُ عَلَيَّ."
وَغَادَرَتِ الغَزَالَةُ وَحْدَهَا، وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَى ضِفَّةِ النَّهْرِ، رَأَتْ تِمْسَاحًا يَنْتَظِرُهَا.
خَافَتِ الغَزَالَةُ، وَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا:
ــ "كَيْفَ سَأَعْبُرُ النَّهْرَ وَالفِيلُ لَيْسَ هُنَا لِيُسَاعِدَنِي؟ لَا بُدَّ أَنْ أُفَكِّرَ فِي خُطَّةٍ ذَكِيَّةٍ."
🧠 وَبَعْدَ قَلِيلٍ، خَطَرَتْ فِي بَالِهَا فِكْرَةٌ، فَتَقَدَّمَتْ نَحْوَ النَّهْرِ، وَنَادَتْ التِّمْسَاحَ:
ــ "مَرْحَبًا يَا صَدِيقِي!"
فَفَتَحَ التِّمْسَاحُ فَمَهُ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ:
ــ "وَاو! غَزَالَةٌ صَغِيرَةٌ جَاءَتْ نَحْوِي! سَتَكُونُ وَجْبَةً لَذِيذَةً اليَوْمَ!"
ثُمَّ قَالَ لَهَا بِلُطْفٍ مُزَيَّفٍ:
ــ "تَعَالَي إِلَى المَاءِ، يَا صَدِيقَتِي! سَأَكُونُ سَعِيدًا بِقُرْبِكِ!"
لَكِنَّ الغَزَالَةَ فَهِمَتْ خُطَّتَهُ، وَقَالَتْ:
ــ "آسِفَةٌ، لَا يُمْكِنُنِي القُدُومُ اليَوْمَ. فَالأَسَدُ مَلِكُ الغَابَةِ أَرْسَلَنِي لِأَعْرِفَ عَدَدَ التَّمَاسِيحِ فِي النَّهْرِ. لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَعُدَّكُمْ."
فَقَالَ التِّمْسَاحُ:
ــ "كَيْفَ سَتَعْرِفِينَ العَدَدَ؟"
فَقَالَتِ الغَزَالَةُ:
ــ "يَجِبُ عَلَى كُلِّ التَّمَاسِيحِ أَنْ تَقِفَ فِي خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ، مِنْ طَرَفِ النَّهْرِ إِلَى الطَّرَفِ الآخَرِ. وَإِلَّا، فَلَنْ أَسْتَطِيعَ العَدَّ."
🪝 وَفِي غَبَاءِ، وَافَقَتِ التَّمَاسِيحُ وَوَقَفَتْ فِي خَطٍّ طَوِيلٍ عَرِيضٍ. فَقَفَزَتِ الغَزَالَةُ فَوْقَ أَوَّلِ تِمْسَاحٍ، وَقَالَتْ:
ــ "وَاحِد... اثْنَان... ثَلَاثَة... أَرْبَعَة... خَمْسَة... سِتَّة..."
وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَعُدُّ، وَصَلَتْ إِلَى الضِّفَّةِ الثَّانِيَةِ، فَقَفَزَتْ وَقَالَتْ وَهِيَ تَضْحَكُ:
🤣 "أَيُّهَا التَّمَاسِيحُ، أَنْتُمْ غَبِيُّونَ جِدًّا! شُكْرًا لَكُمْ، قَدْ عَبَرْتُ النَّهْرَ بِسَلَام!"
وَهَكَذَا نَجَتِ الغَزَالَةُ الذَّكِيَّةُ، وَعَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا آمِنَةً، وَتَعَلَّمَتِ التَّمَاسِيحُ دَرْسًا قَاسِيًا:
لَا تَثِقُوا فِي غَزَالَةٍ ذَكِيَّةٍ!
🎉 العِبْرَةُ مِنَ القِصَّةِ:
الحِيلَةُ وَالذَّكَاءُ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقِذَا الحَيَاةَ، حَتَّى فِي أَصْعَبِ الظُّرُوفِ.
إرسال تعليق